ماذا لو.... خفضت تكاليف الإنتاج أو الإنجاز من خلال استغلال الموارد الوفيرة المتاحة؟
أحياناً أنت لا ترى الخشب إذ أنك تنظر إلى الأشجار؛ لكن في الحقيقة هي أن الحلّ يكون أمامك مباشرة وما عليك سوى أن تقتنصه. تتصل استراتيجية الابتكار هذه باستخدام الموارد الوفيرة والمتاحة بكثرة ما يجعلها (تكاد) تكون متوفرة لك بالمجان دون مقابل. يمكن استخدام هذه الموارد على شكل مدخلات رئيسية لتطوير المنتجات أو إنجاز مُقترح القيمة لديك. في حين يبدو هذا الكلام مغرياً في ظاهره وسهلاً نوعاً ما لبناء نموذج عمل حوله، إلا أنه من المهم عند تطبيق هذه الاستراتيجية أن تتذكر مضامينها بالنسبة للأجزاء/الأقسام الأخرى من نموذج العمل التي تحقق قيمة وميزة تنافسية للعمل.
تحويل التحدّيات إلى فرص
لعل التحدّي الرئيسي الذي يجابه الأعمال الاجتماعية هو توفير منتجات أو خدمات ضمن القدرة الشرائية وفي الوقت ذاته أن تكون تلك مستدامة وآمنة. ينبع هذا التحدّي في أغلب الأحيان من التكاليف الباهظة لمواد الإنتاج ومدخلاته وبخاصة إذا كانت ستُؤمّن من مصادرها على نحو أخلاقي.
في الوقت ذاته، يُهدر الكثير من الموارد الثمينة حيث يعاني تُسع سكان العالم من سوء التغذية وفي الوقت ذاته يضيع أكثر من مليار طن من الأطعمة المنتجة أو يُهدر مثله مثل الموارد المُستخدمة في إنتاجه (منظمة الأغذية والزراعة، 2019). هذا النوع وغيره من الفضلات/النفايات يلحق أيضاً المزيد من الضرر بالبيئة ويُثقل الأنظمة البيئية الطبيعية ناهيك عن ظروف المعيشة المحفوفة بالأخطار التي يتمخض عنها. في العديد من السياقات، يبقى الكثير من الموارد القيّمة دون استخدام لأن ما من أحد يرى قيمتها او يدركها، بل تذهب مباشرة إلى مطامر النفايات لسهولة المعالجة. قد ينطبق هذا الوضع على الطعام المهدور بالإضافة إلى الحمأة البرازية والمجاري وما إلى ذلك من أنواع الفضلات/النفايات. في حالات أخرى ، يتوافر العمال المهرة على نطاق واسع من حيث المبدأ ولكنهم لا يحظون بالتقدير الكافي ولا يعطون القيمة التي يستحقونها. في الغالب، هناك مثال آخر على الموارد التي يتم إغفالها، إنها النباتات الأصيلة المتوافرة بكثرة في موطنها والتي بالإمكان "إعادة اكتشافها من جديد".
إذن، في حال كانت الموارد الوفيرة متاحة على أحد جانبي معادلة العرض والطلب وكان الطلب مرتفعاً على الجانب الآخر منها، تدعو الحاجة إلى وجود أفكار ابتكارية لتجسير الفجوة. بالنسبة لبعض الرياديين ونماذج العمل، يمكن أن تكون هذه بمثابة الفرصة التي تغير قواعد اللعبة والتي قد تساهم في خفض تكاليف مدخلات الإنتاج وتحقيق أثر اجتماعي وبيئي ملموس وإحلال خدمات هؤلاء الرياديين ومنتجاتهم في مكانها الصحيح.
الانتقال نحو استراتيجية
من منطلق استراتيجية الابتكار، يمكنك أن تخفض أو حتى تزيل تكاليف مواد الإنتاج من خلال إيجاد مدخلات بديلة يكاد يكون الحصول عليها ممكناً دون كلفة تُذكر. يكمن الابتكار في اكتشاف المدخلات المتاحة بوفرة التي لم يكتشف المنافسون بعد قيمتها المرتفعة والتي تجعلها مورداً ثميناً والاستفادة منها. قد يعود السبب في هذا إلى أن هذه المدخلات (مثل النباتات الأصيلة في موطنها أو حتى فضلات الأطعمة) لم تحظَ بالتقدير الكافي أو حتى تم إغفالها في الماضي وفقاً للسياق الذي توجد فيه والثقافة السائدة.
تمتاز هذه الاستراتيجية – من بين منافع أخرى - بخفض تكاليف المدخلات. فإذا كان بإمكان نموذج عملك الاعتماد على المدخلات المتاحة بوفرة مقابل كلفة منخفضة جداً، يمكن أن يساعد هذا النهج في تحقيق نقطة التعادل (حيث تصبح الإيرادات كافية لتغطية النفقات). في بعض الحالات، بالاعتماد على حجم المدخلات ونوعها، يمكنك أيضاً أن تعدل نموذج عملك للتخفيف من متطلبات التخزين و/أو الإدامة وبالتالي خفض التكاليف المتصلة بهما. على سبيل المثال، ينطبق هذا النهج عندما تقرر استخدام الطعام المنتهي الصلاحية أو فضلات الطعام وتعالجه ليكون المدخل الرئيس لديك: بدلاً من تخزينه، عليك أن تعالجه مباشرة أو أن تعيد توزيعه إذ يؤدي هذا الى التخفيف من تكاليف التخزين لديك بالإضافة إلى أنه يجبرك على أن تخرج بنموذج عمل يسمح لك بالتصرف السريع. عندما تكون مدخلاتك الرئيسة نباتات أصيلة صامدة في موطنها وتنمو على نحو طبيعي ولا تحتاج لأية معاملة خاصة أو مكلفة، فإنها تخفف من تكاليف الإدامة.
يُعتبر خفض التكاليف المرتبطة بالمدخلات اللازمة لك في عمل منتجاتك أو تقديم خدماتك فرصة عظيمة إذ أنه يوفر لك المزيد من المرونة في استخدام إيراداتك لتنمية الموارد البشرية ومهاراتها بالإضافة إلى تسويق الأنشطة أو خدمات العملاء. في الوقت ذاته، عندما تكاد تكون المدخلات الرئيسة متاحة بالمجان ، يُصبح الوعي بآثار التغيير إلى المدخلات البديلة المجانية أو الأقل كلفة على الأجزاء الأخرى في نموذج العمل اللازمة لإنشاء القيمة والانتباه إلى هذه الآثار أكثر أهمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنافسين الوصول بسهولة إلى الموارد المتاحة بكثرة ما يجعل من السهل عليهم تكرار (استنساخ) نموذج عملك. لذا، من المهم بناء ميزة تنافسية إلى جانب سلسلة القيمة في مرحلة مبكرة.
اسأل نفسك كيف يمكن تحقيق أثر لموضعة الخدمة التي تقدّمها وتجنّب إخراجك من السوق مجبراً بسبب الآخرين حيث شاعت هذه الحالة وما زالت شائعة في نماذج عمل إعادة التدوير في العديد من السياقات.
إلى جانب تقديم الخدمات إلى الفئات الأقل حظّاً، يمكن لعملك الاجتماعي أن يتكامل أيضاً بشكل حيوي معها ضمن سلسلة القيمة لديك وجعل تلك الفئات مورداً رئيساً لإنجاز نموذج عمل شامل.
نماذج الأعمال الشاملة عبارة عن أعمال مستدامة تشمل الأشخاص ذوي الدخل المحدود إلى جانب سلاسل القيمة الخاصة بهم. في حين أن هذه النماذج تحتفظ بطبيعة ربحية إلا أنها تحرّك التنمية وتخفف من الفقر من خلال القطاع الخاص. كما هو الحال مع الموظفين والمورّدين، يمكن للأشخاص ذوي الدخل المحدود أن يكسبوا عيشهم وأن يصلوا إلى الاقتصادات الرسمية وأن يخضعوا لتدريب قيّم. بصفتهم مستهلكين، يمكنهم الاستفادة من المنتجات والخدمات الممكن الوصول إليها والتي هي ضمن قدرتهم الشرائية ومصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم.
المصدر: https://endeva.org/expertises/inclusive-business-models
في أغلب الأحيان، يعتمد تسعير المدخلات الوفيرة (مثل جمع المحاصيل أو تحويل الغذاء) على أعداد كبيرة من القوى البشرية والذي هو بمثابة فرصة للأعمال التجارية الشاملة. ثمة أهمية خاصة للاستثمار في الموارد البشرية ومهاراتها (مثل طريقة تحويل الفضلات إلى بوفيهات راقية في مثال حالة الدراسة أدناه) حيث أن هذا الاستثمار يحقق القيمة المضافة لعملائك. كما يمكن تحقيق آثار إيجابية غير مباشرة في موضعة خدمتك ضمن شريحة الخدمات المؤثرة والمستدامة من خلال إدارة اليد العاملة غير الماهرة واعتبار هذه الإدارة نشاطاً رئيساً من أنشطة عملك.
من المهمّ للغاية أيضاً تطوير (وإدامة) إدارة جيدة للشراكة عندما يتعلق الأمر بالمورّدين/مصادر المدخلات وفي نهاية المطاف، يتصل هذا ببناء علاقات شخصية جيدة. تعتمد استراتيجيتك اعتماداً كبيراً على الحفاظ على حيوية هذا التزويد وهذا هو السبب في أهميته في بناء الولاء. أنت تريد تجنّب انقلاب مورّدك عليك ولا ترغب أن يبالغ في رفع المبالغ التي يتقاضاها منك حالما يُدرك القيمة التي تراها أنت في المواد التي يعتبرها هو نفايات.
قد تحظى الأعمال الاجتماعية التي تخفف من النفايات وترفع القيمة المضافة المحليّة بالتقدير في سياقات معينة بينما يساء الظنّ بها والتحيّز ضدّها في سياقات أخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بالنُّهُج الخاصة بالطعام والصرف الصحيّ. من المفهوم أن يتردد الأشخاص في اعتبار منتج ما استخلص من النفايات آمناً وأن ينظروا إليه كما ينظرون إلى المادّة البكر. على جميع الأحوال، علاقات العملاء مهمة لإنشاء القيمة المضافة الاجتماعية لمنتجك أو خدمتك وتعميم/نشر هذه القيمة. بغض النظر عن ذلك، قد يكون من المفهوم الجمع بين خدمتك وأنشطة التوعية التثقيفية والتي تعتمد على السياق الذي تعمل فيه بالإضافة إلى شرائح عملائك. عليك أن تتذكر أنه يتحتّم عليك احتساب الموارد والتخطيط لها في سياق هذه الأنشطة أيضاً.
بغض النظر عن مزايا هذه الاستراتيجية، يبنغي لك أن تضع أمامك الاعتبارات الرئيسة عند تقييم استخدام المدخلات المجانية. إنها استراتيجية مغرية لكنها ترفع التكاليف الأخرى لأنه يتعيّن عليك أن تستثمر – على سبيل المثال – في مدخلات التصنيع أو أن تموضع منتجك أو الخدمة التي تقدمها بذكاء في السوق.
علاوة على ذلك، أنت تعتمد اعتماداً كبيراً على تزويدك بالمدخلات الرئيسة لعملك (بالمجان وباستمرار) وسوف تؤثر نوعية هذه المدخلات على استدامة عملك وربحيته. عند تركيز انتباهك تحديداً على العملاء في الشريحة العليا، عليك أن تتمكن من ضمان الجودة المرتفعة. في حالة الغذاء، يمكن أن تختلف النوعية اختلافاً كبيراً وعليك أن تتأكد من تفحّص جميع المتطلبات واللوائح الصحيّة بالإضافة إلى إظهار التزامك بها بوضوح. من المهم أيضاً إنتاج مجموعة متنوعة من (الأطباق) لتحقيق النجاح. عند التوسع في العمل، قد ترتفع التكاليف على نحو كبير يفوق التوقعات الأولية. فالتكاليف اللوجستية المترتبة على تزويد الطعام وتوزيعه مرتفعة حتى عندما تدعو الحاجة إلى توفر حيّز صغير للتخزين بسبب التزويد المباشر. مع ذلك، وعلى الرغم من أنك قد لا تخفف من التكاليف الإجمالية بالضرورة، قد تكون هذه الاستراتيجية مجدية لك لأنها تحدث أثراً بيئياً (واجتماعياً) إضافياً وترفع من مقترح القيمة الذي تقدّمه.
دراسة حالة (1)
يُهدر حوالي 1/3 الطعام المنتج للاستهلاك البشري كل سنة وفي الوقت ذاته يعاني 1/3 السكان في لبنان من أزمة الجوع (www.tgtw.me)- وهي نسبة مرشحة للارتفاع بسبب الأزمات الاقتصادية والمالية في البلد.
لسدّ هذه الفجوة، تجمع شركة "جيد جداً ليضيع" “Too Good to Waste ” ما يفيض من الطعام من بائعي الجملة ومحلات السوبرماركت وترتّب بوفيهات عالية الجودة للأشخاص الأقل حظّاً بالإضافة إلى المؤسسات العامة والخاصة. هكذا، تسهم المنشأة في مكافحة الجوع وتعالج مشكلة هدر الطعام وخسارته (كما يُهدر الكثير من الموارد في إنتاج الطعام). في الوقت ذاته، يتمخّض هذا الوضع عن أثر بيئي واجتماعي كما يخفف من الضرر البيئي إذ يُنشئ هذا العمل القيمة من خلال توعية العامة بالتغذية المستدامة.
لقد أدرك مؤسس الشركة فيليب رحبه مبكراً أن "الطعام يساوي الذهب" وعمل منذ ذلك الحين على الارتقاء بعمله إلى مستوى أعلى من خلال تصنيع الطعام الفائض إلى منتجات معلّبة/مغلّفة توضع على الرفوف لبيعها من جديد إلى الموزّعين. إنه يحوّل الطعام غير المرغوب فيه أو الفائض إلى ربح من خلال تحويله إلى أطباق يدفع الناس مبلغاً كبيراً مقابلها.
لا تكمن القيمة المضافة لـ "جيد جداً ليضيع" ‘Too Good to Waste’ في "إنقاذ" الطعام الذي كان يمكن أن يضيع وحسب بل في توفير بوفيهات راقية صحيّة ومستدامة بالإضافة إلى كونها ذات قيمة تغذوية من فضلات الطعام التي غالباً ما يكون مصيرها الإهمال في السياق اللبناني وغيره من السياقات. يزوّد الموظفون بالمؤهلات الضرورية ومهارات الطهي للإيفاء بالوعد ومواصلة توفير الوجبات ذات الجودة المرتفعة والمتنوعة. تستكمل المُنشأة عملها بحملات التوعية التي تتناول تحدّي فضلات الطعام (هدر الطعام) من خلال الويبنار (حلقات النقاش عبر الإنترنت) أو ما يُعرف بـ "شوربات الديسكو" وهي عبارة عن فعالية مجتمعية يتم الطبخ فيها وتناول الطعام والرقص لإظهار الطريقة المسليّة في الحفاظ على الطعام وفي الوقت ذاته التفكير الجدّي بالكمية التي تذهب إلى سلة النفايات منه.
تعي منشأة "جيد جداً ليضيع" Too Good to Waste’ الحاجة للجمع بين مختلف مصادر الإيرادات للتخفيف من المخاطر. وهي تولّد الإيرادات بشكل رئيسي من الشركات الراعية للبوفيهات من خلال الاشتراكات السنوية مع الابقاء على تكاليف المدخلات المنخفضة من خلال استخدام الطعام المنتهية قترة صلاحيته في السوبرماركت ولكنه آمن للأكل. تعمل الشركة أيضاً على تطوير تطبيق ليكون مصدر إيراد إضافي ولزيادة برامجها التثقيفية.
بدأت شركة Too Good to Waste’ مؤخراً بشراء الفاكهة والخضار "البشعة" مباشرة من المنتجين المحليين في لبنان مقابل سعر عادل. تهدف هذه الخطوة إلى التخفيف من الخسارة بعد الحصاد بالإضافة إلى مساعدة المزارعين المحليين في كسب إيراد أفضل من عملهم. تحوّل الشركة هذه المنتجات الخام إلى منتجات نهائية مغذيّة وصحيّة يتم التبرع بها من خلال الشركاء للعائلات الأقل حظّاً. يعتمد هذا النشاط على الأموال والدعم. على أمل الحفاظ على هذه المبادرة الإنسانية طالما كانت هناك حاجة لها، تهدف الشركة الناشئة أيضاً إلى بيع المنتجات ذاتها عبر الإنترنت (أونلاين) إلى شرائح العملاء الأخرى بالإضافة إلى التوسّع في نموذج العمل وتكييفه لملاءمة دول أخرى.
دراسة حالة (2)
انطلق Eco Soap Bank (بنك الصابون البيئي) في العام 2014 وهو عبارة عن منظمة إنسائية وبيئية غير ربحية تقوم بحفظ وتعقيم وتوريد الصابون المعاد تدويره من الفنادق إلى العالم النامي. تُحدث المنظمة أثراً اجتماعياً وبيئياً واقتصادياً بكلفة منخفضة جداً بفضل الفكرة الذكية المتمثلة بإضافة قيمة إلى مورد مهدور. منذ 2014، زوّد بنك الصابون البيئي أكثر من 1.2 شخص بالصابون وثقافة النظافة الشخصية.
يجمع نموذج العمل بين ثلاثة أهداف:
- توفير منتج نظافة على درجة عالية من فاعلية الكلفة،
- المساهمة في التخفيف من الهدر في مجال الفنادق،
- تزويد النساء الأقل حظّاً بمقدّرات المعيشة والتثقيف المجاني.
يدخل بنك الصابون البيئي في شراكات مع الفنادق ودور الضيافة التي توفر ألواح الصابون المستخدمة استخداماً خفيفاً ما يجعلها "مزودي المدخلات" الرئيسية لعمله. يمكن لهؤلاء الشركاء الترويج للتعاون فيما بينهم على أنه نشاط من قبيل المسؤولية الاجتماعية للشركات. بالنسبة للتوزيع، يعطي بنك الصابون البيئي اهتماماً خاصّاً للشراكات القوية مع المنظمات غير الحكومية للتبرع بالصابون للمستشفيات والعيادات والمدارس والمجتمعات القروية.
توظف المنظمة حالياً 147 امرأة من البيئات الأقل حظّاً؛ إنهنّ بمثابة سفيرات يبعن الصابون المعاد تدويره في مجتمعاتهن. بهذه الطريقة يجمع بنك الصابون البيئي بين الأثر الاجتماعي والبيئي إلى جانب الأثر الاقتصادي.
صابون صناعة يدوية. المصدر: ecosoapbank.org
دراسة حالة (3)
اخترعت شركة ديبيور DiPure الكيس المعروف بـ DipBag وهو عبارة عن حلّ يسير الكلفة وصديق للبيئة يُستخدم في تنقية المياه. يُعتبر كيس الفلترة DipBag طريقة قابلة للتكييف لفلترة المياه وتعقيمها؛ إنه يقي من الأمراض المنقولة بالمياه بالإضافة إلى كونه بديل كفؤ للكلور المضاف إلى المياه والذي يحمل آثاراً جانبية ضارّة بصحّة الناس.
تضاهي أكياس الفلترة الصغيرة الحجم وخفيفة الوزن في حجمها حجم كيس الشاي وتحتوي على بذور المورينجا أوليفيرا القادرة على إزالة البكتيريا المسببة للأمراض والموجودة في المياه في أقل من 10 دقائق. كما يمكن استخدام البذور القابلة للأكل كطعام ما يجعله مصدرغذاء عالي القيمة.
يُعتبر كيس الفلترة مثالاً جيداً على استراتيجية استخدام المدخلات المتاحة بوفرة حيث تشكل بذور المورينجا المتوافرة في موطنها الهند المدخل الرئيسي في إنتاجه. يتم الحصول على هذه البذور من نبات أو شجرة المورينجا في شمالي الهند حيث موطنها الأصلي.
تتوافر البذور محلّياً ولا تتطلب معالجة معقدة ما يُبقي تكاليف الإنتاج والتكاليف اللوجستية ككل منخفضة جداً وهو ما ينعكس أيضاً في السعر المنخفض جداً. يجمع كيس الفلترة بين التكنولوجيا الذكية ذات فاعلية الكلفة مع الحرص الواضح على إحداث أثر بيئي واجتماعي. يعالج كيس تنقية المياه العشبي المحمول مشكلة مياه الشرب غير الآمنة لأنه ضمن القدرة الشرائية للأشخاص الأقل حظّاً بالإضافة إلى أنه مستدام استدامة تامّة.
أمانبريت من ديبيور DiPure. المصدر: حلول المياه الشابة Young Water Solutions