التحليل الشجري للمشكلة

يهدف المشروع المخطط له بشكل صحيح  تلبية الاحتياجات الفعلية للمستفيدين ووبالتالى يستند إلى تحليل صحيح وكامل للوضع القائم. وينبغي تفسير الوضع القائم وفقًا لآراء الأطراف المعنية واحتياجاتها ومصالحها وأنشطتها. ومن الضروري أن يقبل جميع المشاركين المعنيين الخطط ويلتزمون بتنفيذها. ينتمي التحليل الشجرى للمشكلة إلى عائلة التخطيط القائم على المشاركة ، حيث تقوم جميع الأطراف المعنية بتحديد وتحليل الاحتياجات معًا، وخلق الملكية والالتزام بين الأطراف المعنية (مثل المستفيدين والمنظمات المنفذة والحكومات المحلية).

إن شجرة المشكلة، جنبا إلى جنب مع شجرة الهدف وتحليل الاستراتيجيات هي منهجية مكونة ثلاث خطوات لتحديد المشاكل الرئيسية وأسبابها وآثارها، لمساعدة المخططين للمشروع على صياغة أهداف واضحة يمكن التحكم فيها واستراتيجيات تحقيق تلك الأهداف.

تحليل المشكلة هو المرحلة التي يتم فيها تحديد الجوانب السلبية لوضع معين، وتأسيس علاقة السبب والنتيجة بين المشاكل التي تمت ملاحظتها. ويعد تحليل المشكلة ذو أهمية قصوى فيما يتعلق بتخطيط المشاريع، حيث أنه يؤثر بشدة على تصميم جميع التدخلات الممكنة (MDF 2005).

يتضمن تحليل المشكلة (EC 2004):

• تحديد إطار العمل  وموضوع التحليل؛
• تحديد المشاكل التي تواجهها الفئات المستهدفة والمستفيدين؛
• تصور المشاكل في شكل مخطط، يسمى "شجرة المشكلة" للمساعدة في تحليل وتوضيح العلاقات بين السبب والنتيجة.

ومثل إى شجرة ، تتكون شجرة المشاكل من ثلاثة أجزاء: الجذع والجذور والفروع. الجذع هو المشكلة الرئيسية. وتمثل الجذور أسباب المشكلة الأساسية في حين تمثل الفروع آثاره. ويوضح الشكل التالي مثالًا على شجرة مشكلة تتعلق بتلوث النهر.

مثال على شجرة المشكلة. المصدر: EC 2004

قد تبدو شجرة المشكلة كما يلي:

شجرة المشكلة للصرف الصحي، كما رسمتها جماعة خاتغال في منغوليا الشمالية. تظهر "جذور" الشجرة جذور المشكلة، ويخصص الساق للمشاكل نفسها ويظهر التاج عواقب هذه المشاكل (CONRADIN 2007).

ويجب أن يتم إنشاء شجرة المشكلة بشكل مثالي كحدث جماعي تشاركي باستخدام تقنيات بصرية، مثل ادارة السبورة الورقية أو البطاقات الملونة، حيث يستطيع الأشخاص المعنيين الذين تم تحديدهم كتابة بياناتهم الخاصة بالمشكلات الفردية. ويوصى بأن لا تشمل ورشة العمل أكثر من 25 مشاركًا من أجل توفير بيئة تعليمية مثمرة. وينبغي أن تكون الخطوة الأولى من ورش العمل هذه مفتوحة لتبادل الأفكار بشأن المشاكل التي يعتبرها الأشخاص المعنيين ذات أولوية. ومن المشاكل التي تم تحديدها، ينبغي اختيار مشكلة "اولية" فردية. وبالتشاور مع المشاركين، يجب وضع تسلسل هرمي للأسباب والآثار: يتم وضع المشاكل التي تسبب مباشرة المشكلة  الاولية بالأسفل والمشاكل التي تعد الآثار المباشرة  للمشكلة التى تم وضعها بالأعلى. يتم تصنيف جميع المشاكل بنفس الطريقة (باستخدام السؤال التوجيهي "ما الذي يسبب ذلك؟". وبمجرد وضع جميع المشاكل في مكانها، يجب أن تكون متصلة بسهام السبب والتأثير، لتظهر بوضوح الروابط الرئيسية. وبعد هذه العملية، يجب مراجعة شجرة المشكلة والتحقق من صحتها من قبل المشاركين (مقتبس من EC 2004).

وبمجرد الانتهاء، تمثل شجرة المشكلة صورة موجزة عن الوضع السلبي الحالي.

تعتبر أشجار المشاكل  أكثر من مجرد تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة.  ولكن تقدم تحليلًا مرئيًا لأعراض وأسباب المشاكل، كما تخلق رؤية  بصرية  يمكن أن يفهمه أي شخص. ويمكن أن تكون تلك العملية مفيدة في بناء الوعي المجتمعي للمشكلة، وكيفية إسهامها وغيرها في المشكلة، وكيف تؤثر هذه المشاكل على حياتهم. وقد يكون ذلك أيضًا خطوة هامة عند محاولة بناء الدعم لأي تدخلات أو تقنيات جديدة أو محسنة.

(مقتبس من EC 2004و MDF 2005)

إن تحليل الأهداف هو طريقة منهجية  تستخدم لوصف الوضع في المستقبل بعد معالجة المشاكل التي تم تحديدها، وهو يصور الاهداف والوسائل في رسم بياني يسمى "شجرة الاهداف ".

يتم تحويل الأوضاع السلبية لشجرة المشكلة إلى حلول، ويعبر عنها بعبارة "إنجازات إيجابية". على سبيل المثال، في المثال الموضح لتلوث النهر، يتم تحويل "تدهور نوعية مياه النهر" إلى "تتحسن نوعية مياه النهر". وتعد هذه الإنجازات الإيجابية في الواقع أهداف، ويتم تقديمها في شجرة الاهداف لتبين التسلسل الهرمي للوسائل/والاهداف.

وبما أن الأوضاع السلبية لشجرة المشكلة يجب أن تعاد صياغتها في حالات إيجابية تكون مرغوبة وقابلة للتحقيق واقعيًا، فمن الأهمية بمكان أن يشارك جميع الأشخاص المعنيين في المناقشات لإعطاء ملاحظاتهم. وسيساعد التشاور المناسب على النظر في الأولويات وتقييم مدى واقعية إنجازات بعض الأهداف وتحديد الوسائل الإضافية التي قد تكون مطلوبة لتحقيق الغايات المنشودة. وقد يكون من الضروري أيضًا إعادة صياغة بعض المشاكل أو إضافة مشاكل جديدة أو حذف المشاكل التي قد لا تكون ملائمة أو مناسبة. وعلاوة على ذلك، قد تظهر شجرة الهدف العديد من الأهداف التي لا يمكن الوصول إليها جميعا في آن واحد، والتي يجب من أجلها وضع الخيارات والأولويات (انظر أيضًا ترتيب الأفضلية) 

مثال على شجرة الهدف. المصدر: EC 2004

بمجرد الانتهاء، تقدم شجرة الهدف صورة موجزة عن الوضع المستقبلي المرغوب فيه، بما في ذلك الإشارة إلى الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق الأهداف.

(مقتبس من EC 2004)

بعد اتخاذ قرار بشأن الوضع المستقبلي المرغوب فيه، يتعين اختيار التدخلات الممكنة من أجل تحديد نطاق المشروع، أي ما ينبغي إدراجه في المشروع.

هذه المرحلة التحليلية هي الأصعب والأكثر تحديًا، لأنها تنشمل مجموعة كبيرة من المعلومات، ثم يتم اتخاذ حكم معقد حول أفضل استراتيجية تنفيذ لأجل اتباعها. ومن الناحية العملية، يجب إيجاد توازن للتعامل مع مختلف مصالح الأشخاص المعنيين والمطالب السياسية والقيود العملية. ومع ذلك، فإن المزايا والصعوبات المحتملة المرتبطة بمعالجة المشاكل بطرق مختلفة يجب أن تخضع للتدقيق الكامل قبل القيام بأي أعمال تفصيلية في مجال التصميم. الأسئلة النموذجية التي يجب طرحها والإجابة عليها هي: هل يمكن / هل ينبغي لنا معالجة جميع المشاكل التي تم تحديدها؟ هل يجب أن نختار عدد قليل فقط؟ ما هي التداخلات التي يرجح أن تحقق النتائج المرجوة؟ ما الذي سيكون أكثر فائدة لبالنسبة للمجموعات المستهدفة؟ هل هذه التدخلات مستدامة على المدى الطويل؟ هل تتوفر الوسائل المالية؟ هل لدينا القدرة التقنية على تنفيذ الإجراءات؟ (للاطلاع على معلومات أكثر تفصيلًا عن هذه القضية، انظرتعريف الحدود). هذه الأسئلة وغيرها، بما في ذلك القضايا البيئية، و الاجتماعية و الاقتصادية، ستساعد على استبعاد تلك الاستراتيجيات التي لا يمكن تغطيتها في هذا المشروع، والواقعية وستقدم أقصى فائدة لأولئك الذين يواجهون المشاكل. 

مثال لتحليل الإستراتيجية. المصدر: EC 2004